الأشرار حاولوا مرتين يشغلوني معاهم في عز ما كنت بعمل أبحاث عن نظم المراقبة وأثناء المكالمة الثانية بعد تهديد الضابط "هنيجي ناخدك" قولتله اتفضلوا.. وقلبي قالي حان وقت زيارة الوحش لاني صدقته انهم جايين.. دي صور من يوم اقتحام بيتي.. قررت اني انظفه واروقه واكون في انتظارهم ومش هصور اللي حصل بعدها عشان مش عايز افتكر العنف بصريا.. ما بين أكتوبر ونوفمبر ٢٠١٦ تعرضت لضغوطات أمنية كانت أول مرة اختبرها شخصيا. جزء من شغلي اني بقيم مخاطر للناس وبصمم خطط سلامة وبروتوكولات حماية.. وعشان مفيش ناس كتير في المجال ده انتهي بيا الحال اني اشتغلت وساعدت آلاف الناس من كل الأطياف والمهن من ٢٠١٠.. دايما شايف وظيفتي زي بتوع صيدلة، مش لازم احبك ولا اقتنع بشغلك عشان انصحك في مواجهة تهديدات ومخاطر هطولنا كلنا مع الوقت. الأشرار في ٢٠١٦ جتلهم فكرة نميسة ان بدل ما يستهدفوا ناس كتير مش عارفين يخترقوهم ويراقبوهم طب ما نستهدف شخص واحد بتاع السلامة والحماية وهو اكيد معاه المفاتيح وعارف كل حاجة ونخلص. زي ما عملت للناس عملت لنفسي. دايما كان عندي خطة طوارئ وفي البيت شنطة سفر صغيرة جاهزة اي لحظة اقدر اسافر لو الظروف مسبتش اختيار غيره. وعشان كنت عارف اللحظة هتيجي قررت في ٢٠١٣ اني كواحد تقني بتاع نصائح وخدمات سلامة هتبع منهجية اني مش هحتفظ بسجل اي شغل وكل سرڤراتي في البيت اللي كانت مركز إدارة تقريبا كل حاجة واستضافة أغلب الحاجات من ٢٠١٠ هتبقي دايما مشفرة وفي منها نسخ احتياطية في الكوكب وأقدر أمحي السرڤرات في ٤ دقائق عن بعد مع أول مؤشر اقتحام للبيت اللي كنت مزوده بأجهزة استشعار صغيرة متصلة بكل الخدمات تقنيا تمهيدا لزيارة الوحش. قررت مش هخلي المراقبة تعملي ارهاب وتردد وهخلي تكلفة المراقبة معقدة تقنيا وماليا ومش هخليهم يعرفوا يوصلوا لأي بيانات ضحايا حقوق الإنسان ومصادر الصحفيين والوثائق والشهادات ومفاتيح التشفير وكل النظم المعلوماتية اللي منظمات حقوق الإنسان والمحاماة والدعم النفسي والأحزاب والمبادرات معتمدين عليها.. كنت ممتن لشبكة علاقاتي في قطاع الاتصالات اللي عرفوني تاني يوم مع أسفهم انهم ركبوا جهاز مراقبة على الانترنت المنزلي لبيتي في السنترال اللي تابع له بناء على أوامر وعرفت عن تخصيص اتنين يراقبوا تحركاتي... وحصل اقتحام للبيت ومصادرة كل التقنيات اللي كانت في لحظتها شوية معادن على الومنيوم على بلاستيك مقوى وكابلات.
* الحكي لاجل التعافي * محدش يسألني زيادة *